lundi 23 février 2009

الوزن والإيقاع

الوزن والإيقاع
ــــــــــــــــ

.الإيقاع المنظم
بإمكاننا أن نتساءل عن علاقة الوزن بالإيقاع وهذا يقتضي أن نعطي تعريفا للوزن كما أعطينا تعريفا للإيقاع
.
mètre هو إيقاع خاضع لقواعد،وهذا يجعل من الوزن إيقاعا خاضعا.ويكون لدينا يجمع جميع الباحثين أن الوزن أو ميتر
هذا التعريف الأول:
تعريف:الوزن إيقـاع خاص.
الوزن خاضع لقواعد.
و المنظرون ينظرون عند تناولهم لمفهوم الوزن إلى العروض وقواعده المضبوطة في كل الأشعار.
هذا الخضوع يجعل من الوزن إيقاعا منظما.ولكن كيف يكون هذا التنظيم؟
2.الإيقاع العشوائي
بعض الإيقاعات لا تخضع سلاسلها لأي قاعدة ظاهرة و ذلك مثل:
س=أب ب ب أ أ ب ب أ أ أ ب أب أب أب ب ب أ......
أو
هذه السلاسل لا يمكن أن تتوقع أي موقع منها فهي سلاسل عشوائية وإيقاعها إيقاع عشوائي.
تعريف:الإيقاع العشوائي هو الإيقاع الذي لا تخضع لأي قاعدة مضبوطة ويكون تسلسل وحداته كيفيا أي عشوائيا.
إيقاع النثر هو إلى حد كبير عشوائي هذه الفقرة:
( )إن الأصالة هي أصالة الفكر..أصالة العاطفة،أصالة الإيداع وفي هذا السياق،فإنني استطيع أن أقول ،إن الأسلوب الفني الجيد،أو الصياغة الموسيقية الدقيقة،لن تستطيع رغم جودتها،ودقتها،أن تخلق للفكر السطحي أو الفكر المسروق،أجنحة تحلق بها في آفاق الحياة( الفيتوري) لو كتبناها بالسواكن والمتحركات لتحصلنا على ما يلي:
10101101111110110101 / 11101011011/10101011011 / 01101110110101011 01101 11 .1011 ......
و لو بحثنا عن علاقة بين هذه السواكن لما وجدنا أي شيء يذكر،ولكن هذا النص اللغوي مهيكل حسب مستويات اللغة المعروفة:كلمة وحدات تركيبة جمل ..و منه قضية إيقاع النثر مهيكل حسب المستويات اللغوية عشوائي المبدإ من ناحية متحركاته وسواكنه.
3.الإيقاع الرتيب
في مقابل الإيقاع العشوائي نجد كل سلاسله على الشكل: س=
تعريف: الإيقاع الرتيب هو كل إيقاع كتبت كل سلاسله على الشكل:
س=
نظرية:كل إيقاع رتيب هو إيقاع دوري.
البرهان:ينتج هذا عن تعريف الإيقاع الدوري،والإيقاع الرتيب كمثال لإيقاع رتيب تمام الرتابة الزمان الفيزيائي الذي تحدد وحداته بإشارة من الإشارات ونكتب سلاسله على أحد الأشكال:
الزمن=ثانية+ثانية+ثانية+ثانية+.....
أو على مستوى اعلى:
الزمن=دقيقة+دقيقة+دقيقة+دقيقة+...
أو الزمان=ساعة+ساعة+ساعة+ساعة+....
العلاقة التي تربط بين عناصر الإيقاع الرتيب هي علاقة التساوي.
فإذا كانت س سلسلة إيقاعية بحيث:
س=أ ب ج د هـ و ز .....
كي تكون س رتيبة يلزم أن يكون لدينا:
أ=ب=ج=د=هـ=و=ز
و هذا يعني الإيقاع الرتيب خاضع لقاعدة واحدة هي قاعدة تساوي الوحدات ومنه:
نظرية: الإيقاع الرتيب هو إيقاع موزون.
الوزن
الوزن هو إيقاع خاضع لقواعد تضبطه.وفي الواقع هذه القواعد تؤول كلها إلى رتابة أحد مستويات الوزن.
تعريف:الوزن هو كل إيقاع رتيب على أحد مستوياته لننظر إلى الشعر العمودي مثلا فالأبيات فيه متكافئة عروضيا متحددة في القافية بحيث نستطيع أن نكتب:
القصيدة=بيت+بيت+بيت+بيت.....
فالشعر العمودي هو إذن موزون على مستوى البيت.ومعظم الشعر العالمي موزون على مستوى البيت ولكن هناك من الشعر ما بين التكافؤ فيه على مستوى فقرة هذا الشعر رتيب أو دوري على مستوى فقراته و هو أيضا موزون.
في شعر التفعيلة تتكرر من بداية القصيدة إلى نهايتها تفعيلة واحدة بشكل من أشكالها،فهذا الشعر موزون على مستوى التفعيلة.
و الرتابة هنا ليست رتابة صارمة و علاقة التساوي فيها علاقة تكافؤ ففي البيتين :
يا ليل طل لا أشتهي إلا بوصل قصرك
لو بات عندي قمري ما بت أرعى قمرك( إبن زيدون)
الوزن: (0110101) (0110101) (0110101) (011101)
(0110101) (0110101) (0110101) (011101)
يظهر لنا بعض بعض الإختلاف ناتج عن الزحاف و السلامة،ولكن هذا الإيقاع لا يمنع من أن البيتين متكافئين عروضيا.
و لدينا هنا تكافؤ قوي بين بيت و آخر:تكافؤ في الوزن،في القافية،في اللغة.
و عندنا أيضا تكافؤ أقل قوة بين التفعيلة و التفعيلة.
القطب العشوائي و قطب الوزن
كال إيقاع يتأرجح في الحقيقة بين قطبين قطب العشوائية التامة وقطب الرتابة.
و إذا قارنا مثلا بين نص نثري،ونص من الشعر الحر و آخر من الشعر العمودي لرأينا بأن:
-النص النثري أقرب إلى القطب العشوائي.
-القصيدة العمودية أقرب إلى قطب الرتابة.
قصيدة الشعر الحر تقع بينهما.
فهناك إذن درجات في الوزن فالعمودي ثابت القافية،ثابت التفاعيل بينما قصيدة شعر التفعيلة لا تجعل من البيت وحدة إيقاعية بأتم المعنى.
في هذه الأبيات لمعين بسيسو:
هُنا تَوَقَفَ الأَثَرْ
هُنَا القَمَرْ
خَلْفَ الصُخُور و الْخيَام و الشَجَرْ
الوزن :(011011) (011011)
(011011)
(0110101) (011011) (011011)
متفعلن متفعلن
متفعلن
مستفعلن متفعلن متفعلن
يرينا أن الأبيات غير متكافئة من ناحية الطول و لكن القصيرة موزونة،والدليل على ذلك أنك لو غيرت رتبة كلمتين وكتبت:
توقف هنا الأثر
01101111011
متفعل متفعلن
لتكسر الوزن.وذلك لأنك حذفت حركة من وتد مستفعلن و هو غير جائز في الشعر الحر والشعر العمودي ومنه هذه المقولتين التي ربما لا يؤمن بها الكثيرون.
بديهية: شعر التفعيلة موزون.
الوزن
الإيقاع العشوائي
النثر الشعر النثري الشعر الحر

و على مستوى كل نص يمكننا أن نبحث عما يقربه من العشوائية أو الرتابة وما يبعده عن القطب الآخر.

قصيدة النثر
في هذه الأبيات للماغوط:
كالذباب في المواسم القاحِلْه.
كنا تنبت في كل مكان
نحب المطر
و نعبد الخريف
حتى فكرنا ذات يوم
أن نبعث برسالة شكر إلى السماء
و نلصق علبها
بدل الطابع...ورقة خريف
التقطيع:
01101011011011010101
010111010111010101
01101011
1011011011
01011010101010101
10110110101110111110101
0101111011
011111111010111 .
يرينا أن تسلسل السواكن و المتحركات لا يخضع لأي علاقة تذكر.
فهذا النص يختلف عن شعر التفعيلة فهو غير موزون على المستوى الصوتي.ولكن هذه القصيدة شعرية، و شعريتها جاءت أساسا من صورها و أسلوبها.
و لكن هناك شيء آخر يميز بين هذا النص و نص نثري شاعري كتب بصفة خطية فالشاعر هذا رجع مرات إلى السطر وبذلك فهو حدد تقطيعا جديدا يختلف عن تقطيع النص لو كتب كما يلي :
في هذه الأبيات للماغوط:
( )كالذباب في المواسم القاحِلْه...كنا تنبت في كل مكان،نحب المطر،و نعبد الخريف.
فالإيقاع في الكتابة النثرية للقصيدة هو الإيقاع اللغوي وحده،أما إيقاع القصيدة،كما أوردها الشاعر فإن المستويات فيها تغيرت،هذه المستويات ليست مبنية على الوزن التقليدي ولكنها مبنية على عوامل مختلفة كالدلالة،والوقف والتوازي النحوي والبلاغة إلخ...
و إذا قارنا بين شعر التفعيلة و الشعر النثري فإنه بإمكاننا أن نكتب:
شعر التفعيلة=تقطيع خاص للقصيدة+قواعد تسلسل التفعيلة.
الشعر النثري=تقطيع خاص للقصيدة
و يمكننا أن نضع في مخططنا السابق حيزا للشعر النثري.

النثر الشعر النثري الشعر الحر الشعر العمودي الوزن
الإيقاع العشوائي

كما أنه يمكننا أن نحدد طبقات للنثر إذا أمعنا الدراسة في أجناسها المختلفة.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire